السبت، 2 نوفمبر 2013

وهل يطيب الحديثُ إلا عنه ؟


أشرف خلق الله عز وجل ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، سيد الغر المحجلين ، الكامل إيمانا والعظيم خَلْقا وخُلقاً ، فصيح اللسان ، واسع العلم ، راشد العقل ، الأمين ، والصادق المصدوق ، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ...

محمد بن عبد الله ... خير خلق الله عز وجل ... الذي زكّاه الله عز وجل غير مرّة في كتابه الكريم ... فقال عزَّ من قائل ((وإنك لعلى خلق عظيم)) [القلم – 4]

هو آخر الأنبياء والمرسلين وهو صاحب الرسالة الخاتمة ، والرسالة الكاملة التي أتمّها الله عز وجل على أمته وأكرمها بها وجعلها خير الأمم وجعل نبيها ورسولها خير الأنبياء والرسل

هو الذي قال الله تعالى فيه: ((وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحِكمة ثم جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ، قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ، قالوا أقررنا ، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)) [آل  عمران – 81].

وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ، لو أن موسى بن عمران كان حيا ما وسعه إلا اتّباعي)) أو كما قال عليه السلام.

وهو الذي عظمه الله عز وجل وتعهّد له بالنُّصرة والفتح فقال في محكم تنزيله: ((إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ويتمّ نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصراً عزيزا)) [الفتح 1– 3]

وهو رحمة الله المُهداة إلى العالمين ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) [الأنبياء – 107]

وحُرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة في الاعتداء عليه فقد توعّد الله عز وجل المعتدين عليه باللعن والعذاب الأليم فقال تعالى في كتابه العزيز: ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابا مهينا)) [الأحزاب – 57]

ونرى أن الله عز وجل قد قرن أذى الرسول صلى الله عليه وسلم بأذاه هو سبحانه وتعالى ، وعليه فمن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله سبحانه وتعالى ، فمن ذا الذي يجرؤ على أذيته إلا كافر أو منافق أعاذنا الله؟

إخواني ... إن أذى النبي صلى الله عليه وسلم من سبّه والاستهزاء به من قبل المشركين لهو أهون على الله من مخالفته من المسلمين ، فليس  بعد الكفر ذنب ، ولكن الذنب أعظم الذنب على المسلمين عصيان الله عز وجل والمتمثل في عصيان نبيه صلى الله عليه وسلم

إن محبة "طه" عليه السلام ليست كلاما فقط ، بل هي كلامٌ مرتبطٌ بفعل ، باتباع أوامره واجتناب نواهيه التي هي أوامر الله عز وجل ونواهيه ((وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى)) [النجم 3–4]

وأختم كلامي ببيت الشاعر ...

يا مُدَّعي حُبَّ طه لا تخالفه *** الخلف يحرُمُ في دنيا المحبينا
أراك تأخذُ شيئا من شريعته *** وتترك الباقي تدوينا وتهوينا

فتعالوا يا إخواني نتعاهد أن لا نؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نحاول جهدنا أن نسير على طريقه التي مهّدها لنا بكدّه وعرقه وحتى دمه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

اللهمّ صلِّ على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، كما باركت على سيدنا إبراهيم ، وعلى آل سيدنا إبراهيم ، في العالمين إنك حميد مجيد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق