السبت، 2 سبتمبر 2017

مسائل خلافية (إطلاق اللحية وحلقها .. وحلق الشارب وإطلاقه)

بعض يرى أن الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم الوارد في صحيح البخاري رحمه الله ((خالفوا المشركين ، احفوا الشوارب وأوفوا اللحى)) وبالرواية الأخرى الواردة في صحيح مسلم رحمه الله ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس)) وبغيرها من الروايات المتعددة في هذا الصدد هو أمر للوجوب (كما يراه الحنابلة وبعض المالكية وبعض الأحناف) والبعض الآخر يراه أمرا للاستحباب (كما يرى الشافعية) وأنه سُنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا أكثر

وحتى من يقول بوجوب إعفاء اللحى بينهم خلاف .. هل يعفيها بالمطلق ولا يأخذ منها أبدا وهو قول بعض الذين يردّون الحديث الذي رواه الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها) ويذهب أصحاب هذا القول إلى أنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته في الأخذ من اللحية شيء قط !

والفريق الآخر يرى أن يأخذ منها ويهذبها كما ورد عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم كعلي ابن أبي طالب وعبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر (وابن عمر بالذات ورد عنه برواية الإمام البخاري رحمه الله) أنهم قالوا فيما معناه أن "لحية المؤمن قبضة" !

وهذا يعني أن ما زاد على القبضة (عند بعض القائلين بوجوب إعفاء اللحى) جائز أن يؤخذ منه !

ومن العجائب في بعض الأقوال أن بعض المالكية الذين يقولون بوجوب إعفاء اللحى استثنوا أن تطول طولا يتسبب به شهرته بها فيجب عليه حينها الأخذ منها !

وذهب آخرون إلى أن من أنكر وجوب إعفاء اللحى فهو منكر لواجب أوجبه الله عز وجل على المسلم وبالتالي فهو خارج من الملة .. !!

وفي نفس الحديث الأساسي وفي نفس المسألة الأمر بـ "جز" الشوارب .. هل هو بالكُلّية أم بالتخفيف أم أنه أمر للاستحباب؟

وقد روى الإمام مالك رحمه الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا غضب أو أهمّه الأمر "فَتَل" شاربه .. وهذا يعني أنه رضي الله عنه كان شاربه طويلا وله سابلة !

فإذا كان عمر رضي الله عنه طويل كذلك .. فلماذا لم ينكر عليه الصحابة رضوان الله عليهم إن كان فعله مخالفا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم؟

وهل يُعقل أن عمر رضي الله عنه يغيب عنه مثل هذا الأمر إن كان حراما مطلقا كما يقول القائلون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق